السبت، يناير 01، 2011

* مُـنـاجَـاة الـتَّـائِـبـيـن *


*
من الصحيفة السجادية . عن سيد الساجدين وزين العابدين الامام علي بن الحسين عليهما السلام :
*
مناجاة التائبين
*
اِلـهي اَلْبَسَتْنِى الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي ، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي ، وَاَماتَ قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي ، فَاَحْيِهِ بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي ، فَوَ عِزَّتِكَ ما اَجِدُ لِذُنوُبي سِواكَ غافِراً ، وَلا اَرى لِكَسْري غَيْرَكَ جابِراً ، وَقَدْ خَصَعْتُ بِالاِنابَةِ اِلَيْكَ ، وَعَنَوْتُ بِالاِسْتِكانَةِ لَدَيْكَ ، فَاِنْ طَرَدْتَني مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ اَلُوذُ ، وَاِنْ رَدَدْتَني عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ اَعُوذُ ، فَوا اَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتي وَافْتِضاحي ، وَوا لَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلي وَاجْتِراحي ، اَسْاَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الْكَبيرِ ، وَيا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسيرِ ، اَنْ تَهَبَ لي مُوبِقاتِ الْجَرائِرِ ، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ ، وَلا تُخْلِني في مَشْهَدِ الْقِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَغَفْرِكَ ، وَلا تُعْرِني مِنْ جَميلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ .
اِلـهي ظَلِّلْ عَلى ذُنُوبي غَمامَ رَحْمَتِكَ ، وَاَرْسِلْ عَلى عُيُوبي سَحابَ رَأفَتِكَ . اِلـهي هَلْ يَرْجِعُ الْعَبْدُ الاْبِقُ اِلاّ اِلى مَوْلاهُ ، اَمْ هَلْ يُجيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ اَحَدٌ سِواهُ .
اِلـهي اِنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ تَوْبَةً فَاِنّي وَعِزَّتِكَ مِنَ النّادِمينَ ، وَاِنْ كانَ الاِسْتِغْفارُ مِنَ الْخَطيـئَةِ حِطَّةً فَاِنّي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرينَ ، لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى .
اِلـهي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ تُبْ عَلَيَّ ، وَبِحِلْمِكَ عَنّىِ اعْفُ عَنّي ، وَبِعِلْمِكَ بي اَرْفِقْ بي . اِلـهي اَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً اِلى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ ، فَقُلْتَ { تُوبُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً } ، فَما عُذْرُ مَنْ اَغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ . اِلـهي اِنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ .
اِلـهي ما اَنَا بِاَوَّلِ مَنْ عَصاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ ، وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ ، يا مُجيبَ الْمُضْطَرِّ ، يا كاشِفَ الضُّرِّ ، يا عَظيمَ الْبِرِّ ، يا عَليماً بِما فِي السِّرِّ ، يا جَميلَ السِّتْرِ ، اِسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ اِلَيْكَ ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ ، فَاسْتَجِبْ دُعائي وَلا تُخَيِّبْ فيكَ رَجائي ، وَتَقَبَّلْ تَوْبَتي وَكَفِّرْ خَطيـئَتي بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
*
وصل اللهم على حبيبك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق