السبت، أبريل 16، 2011

i! هي الأملاكـْ تبكي لفقدكِ يا روح النبي !i




*

[ وتسألني عـن فـاطم ومصـابها تفـاصـيل مأســاة تـوالـت مآسـيا

فسـل ليلة تخفي الجروح بمتنها ونـعشاً عــلى كـفّ الاحـبّة عـاليا ]

* قال تعالى : { إنَا أعطيناك الكوثر * فصلِّ لربك وانحر * إنّ شانئك هو الأبتر }

*

حينما ادعت قريش على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أبتر ولا نسل له بعد أن مات ولده ابراهيم ، رزقه الله بدرة نفيسة ، شوكة تعمي عيون الظالمين وتخرس أفواههم ، نهر يجري ولا ينضب ماءه ولا ينتهي عطاؤه ، نور السماوات السبع فاطمة الزهراء عليها السلام ، وعلى أن كونها أنثى فهذا لا يعيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد بلغت الزهراء درجة لم يبلغها الرجال ، وأنجبت له بنين لم تقدر نساء زمانها على الانجاب بمثلهم . وعاشت أول سنين عمرها تحت ظل أباها محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمها خديجة عليها السلام ، وفقدت أمها وهي طفلة ، فرعاها أباها وتكفل بها وتكفلت به ، تسهر على راحته ومداراته ، حتى لُقبت بـ أم أبيها .

*

[ وبـيـتـكِ قـبـلـة ُ الأحـزان أمـسـى لـه يـعـقـوب يـسـجـد والـخـلـيـل ،، وعـيـنُ الأنـبـيـاء تـنـوحُ فـيـه ومـريـمُ فـيـهِ مـعـولـةَ تـجـولُ ]

*

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعظمها ويجلها ويقدرها ويحترمها كل الاحترام ، لقد كان لها مكان خاص في قلب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد روي عن عائشة أنها قالت : ( ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وسمتاُ وهدياً برسول الله من فاطمة ، وكانت اذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه ، وكان اذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبّلتها وأجلسته في مجلسها ) ، هكذا كانت العلاقة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابنته السيدة الزهراء عليها السلام ، اتصفت بصفاته وتحلت بأخلاقه ، وأصبح لسانها وحديثها أشبه بكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وكان من حبه لها أنه اذا نوى على السفر فإن آخر وجه يراه هو وجه فاطمة ، فقد قيل :( إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اذا سافر كان آخر الناس عهداً به فاطمة ) وأيضاً : ( واذا قدم من سفر كان أول الناس عهداً به فاطمة ) * ولما كان لفاطمة هذا الشأن العظيم عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأيضاً عند الله تبارك وتعالى ، لم يكن من السهل على رسول الله أن يزوجها بأي شخص ، فمثلها لا يستحق الا أفضل وأكمل وأطهر الرجال ، ولهذا لم يكن يصلح لها الا الامام علي عليه السلام ، فعن الامام الصادق عن جده النبي الأعظم عليهما السلام أنه قال : ( لولا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة ، ما كان لها كفؤ على وجه الأرض ) .

*

كانا متكافئين من حيث التفكير والنسب والنشأة ، فكلاهما قد نشآ وتربا على يد النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأيضاُ كفاءة الروح والايمان والتقوى والعلم . ولقد زوجها الله تبارك وتعالى في أعالي السماوات وأمر حبيبه بتزويجهما في الأرض . وكانت في بيت علي كما كانت في بيت أباها ، زوجة بارة وفية ومخلصة ، تحفظ أسرار زوجها وترفع عنه الهم والغم والكرب ، وقد أكد الامام علي عليه السلام هذا الكلام عندما قالت له في آخر أيام حياتها : ( ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عرفتك ) فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام : ( أنت أبر وأتقى وأعرف بالله من أن أوبخك في شيء من ذلك ) .

*

ومما قاله الامام علي في حقها : ( ما أغضبتها مدة حياتي معها ولم تغضبني ولم تعصِ أمري مدة حياتها معي ) . فكانت نعم الزوجة المخلصة المطيعة لزوجها ، وكانت تحفظه وترعى بيته وعياله في فترات غيابه عنها عند الحروب والغزوات ، وتتحمل أعباء البيت لوحدها والله معها ، وكانت كفؤ لتحمل تلك المسؤولية بقلب صابر وايمان ثابت . وكان الوصي اذا رآها تنجلي عنه الهموم والغموم والمتاعب ، فوجهها المشرق كان كالبلسم الشافي لجراحه . فقد سئل العسكري عليه السلام عن سبب تسميتها بالزهراء فقال : ( كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين عليه السلام من أول النهار كالشمس الضاحية ، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند غروب الشمس كالكوكب الدري )

*

وكانت عابدة زاهدة ، فقد روي عن الحسن المجتبى عليه السلام أنه قال : ( رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها ، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعو للمؤمنين وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء ، فقلت لها : يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت : يا بني الجار ثم الدار ) كان بيت فاطمة وعلي عليهما السلام من أحب البيوت الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، مع أنه كانت لديه زوجات وبيوت أخرى ، الا أنه كان يقصد ذلك البيت وكله محبة ولهفة اليه والى ساكنيه ، يجد بينهم الدفء والمودة فهم أهل بيته وخاصته وحامته ، لحمهم من لحمه ودمهم من دمه كما قال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . ولما كان ذلك البيت من الشأن العظيم والحرمة ، فقد كان الرسول يأتي الى بيت فاطمة لمدة ستة أشهر ويقف عند باب البيت على مرأى ومسمع من الناس ويتلو هذه الآية : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } . وكان لا يدخل الى البيت الا عندما تفتح له الزهراء بنفسها ، وكانت تستغرب من فعله هذا وتقول له : ( أبه البيت بيتك والحرة كريمتك ) ، أي أنها تعني أنه مسموح له بالدخول متى شاء حتى بدون استئذان ، لكن الرسول العظيم أبى أن يفعل ذلك ليبين للناس أن لهذا البيت ولأهله مقام وحرمة كبيرة لا يجوز هتكها .

*

[ فـلأجـعـلـن الـلـيـل بـعـدكَ مُـونـسـي ॥ ولأجـعـلـنَّ الـدمـع فـيـكَ وِشـاحـِيـا ]

*

( عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوماً لم تُر كاشرة ولا ضاحكة ، تأتي قبور الشهداء في كل أسبوع مرتين ، الاثنين والخميس ، فتقول : ها هنا كان رسول الله ، وها هنا كان المشركون )

*

وبعد وفاته التاعت لوعة شديدة وانهد ركنها وأظلم صباحها بفقده ، ومما زاد حزنها وبكاءها هو الظلم الذي وقع على زوجها بعد مواراة الحبيب الثرى ، فقد أنكروا أحاديث الرسول لعلي عليه السلام وأحقيته بالخلافة واغتصبوا ذلك الحق منه وبايعوه الناس .

ولم يبالي الامام علي بالذي جرى ، فقد كان كل همه هو جمع القرآن ولما انتهى منه كان الناس قد تقاسموا ما تقاسموه ونصبوا الخليفة . ولم يرضى الامام بالخروج لهم والبيعة ، وأخذت الزهراء تطوف حول البيوت مع ابنيها الحسن والحسين وهي تطالب الناس وتذكرهم بعهد عهدوه وبيعة بايعوها لعلي عليه السلام يوم الغدير حين نصبه الرسول وصياً له من بعده . وحين ضجر القوم من سكوت علي ، أحاطوا بيته بالحطب وهددوا بإحراقه ، ظلما وجورا ، وكان أول شهيد يسقط جراء تلك الفاجعة هو المحسن جنين الزهراء ، حين لاذت وراء الباب ، ذلك الباب نفسه الذي كان رسول الله يقف عليه ستة أشهر يتلو آية من القرآن الكريم ، وعندما علموا أنها وراء الباب فتحوه عليها فضغطوها وسقط جنينها شهيدا ، وانكسر ضلعها – فدتها ضلوعي - ، فنادت وسط آلامها وشجونها : ( يا فضة أدركيني فلقد والله أسقطوا جنيني ) ، وظلت تنزف بالدماء وتراهم يأخذون علياً سيد المتقين ويقيدوه ، وهو ينظر إليهم نظرة حاسر ، لم تكن القيود هي التي تمنعه بل كانت وصية أوصاها له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يسلم الروح الى خالقها ، أوصاه بالصبر والتحمل . وأخذوه الى المسجد ليبايع بالقوة ، فقامت الزهراء بآلامها وأحزانها تتكئ على ابنيها الحسن والحسين وهي تهتف وتقول خلفهم : ( خلوا عن ابن عمي ) ، حتى أفرج القوم عنه فأتى إليها مسرعاً يسأل عن حالها وأخذ بيدها وبيد أولاده وعادوا الى بيتهم يذرفون دمع الأسى .

*

ومن الظلم الذي وقع أيضاً على بضعة الرسول ، هو اغتصاب فدك منها ، وهي قطعة أرض وهبها لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته ، أي أنها ليست ورثاً يتقاسموه الورثة ، بل ملكاً للزهراء ، وقد صادروه منها بحجة أنها ورث وليس ملكها! وقد ضربوها بالسوط بأبي هي وأمي حينما طالبت بحقها منهم ، فغار ذلك الجرح الأليم في صدرها ونبت أحزاناً ، وأخفت ذلك عن أمير المؤمنين حتى يوم وفاتها . وفي يوم قامت من دارها متوجهة الى جامع الرسول والقوم فيه ، تمشي مشية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، عليها خمارها ، فلما وصلت اليهم خطبت فيهم خطبة اقشعرت أبدانهم من حروفها ، وهي العالمة المعلمة التي تربت في بيت كان مهبط الوحي ، وقد ابتدأت كلامها بالثناء على الله عز وجل وذكر أبيها صلى الله عليه وآله وسلم حيث قالت :


( الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما قدم ، من عموم نعم ابتداها ، وسبوغ آلاء أسداها ، وتمام منن أولاها ، جم عن الاحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الإدراك أبدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنى بالندب إلى أمثالها . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الإخلاص تأويلها ، وضمن القلوب موصولها ، وأنار في التفكر معقولها ، الممتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام كيفيته ، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها كونها بقدرته ، وذرأها بمشيته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ، إلا تثبيتا لحكمته ، وتنبيها على طاعته ، وإظهارا لقدرته ، تعبدا لبريته وإعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ، زيادة لعباده من نقمته ، وحياشة لهم إلى جنته . وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله ، وسماه قبل أن اجتباه ، واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة علما من الله تعالى بما يلي الأمور ، وإحاطة بحوادث الدهور ، ومعرفة بموقع الأمور ابتعثه الله إتماما لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنفاذا لمقادير حتمه ، فرأى الأمم فرقا في أديانها ، عكفا على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بأبي محمد صلى الله عليه وآله ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم . ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وإيثار ، فمحمد صلى الله عليه وآله من تعب هذه الدار في راحة ، قد حف بالملائكة الأبرار ، ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ، صلى الله على أبي نبيه ، وأمينه ، وخيرته من الخلق وصفيه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته )

*

ثم قالت :

*

( أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحماة دينه ووحيه ، وأُمناء الله على أنفسكم ، وبلغاؤه إلى الاُمم ، وزعيم حقّ له فيكم ، وعهد قدّمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم ، كتاب الله الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بيّنة بصائره ، منكشفة سرائره ، متجلّية ظواهره ، مغتبطة به أشياعه ، قائد إلى الرضوان أتباعه ، مؤدٍّ إلى النجاة استماعه ، به تنال حجج الله المنوّرة ، وعزائمه المفسّرة ، ومحارمه المحذّرة ، وبيّناته الجالية ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة . فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك ، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ، ونماءً في الرزق ، والصيام تثبيتاً للاخلاص ، والحج تشييداً للدين ، والعدل تنسيقاً للقلوب ، وطاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامتنا أماناً من الفرقة ، والجهاد عزّاً للاِسلام ، وذلاً لاَهل الكفر والنفاق ، والصبر معونةً على استيجاب الأجر ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحةً للعامّة ، وبرّ الوالدين وقايةً من السخط ، وصلة الأرحام منسأةً في العمر ، والقصاص حقناً للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس ، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس ، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة ، وترك السرقة إيجاباً للعفّة ، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية { فاتقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون } وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه { إنما يخشى الله من عباده العلماء } . أيُّها الناس أعلموا أني فاطمة وأبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أقولها عوداً على بدءٍ ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شططاً { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } فإن تَعزُوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المَعزيّ إليه صلى الله عليه وآله وسلم . *فبلّغ الرسالة ، صادعاً بالنذارة ، مائلاً عن مدرجة المشركين ، ضارباً ثَبَجَهم ، آخذاً بكظمهم ، داعياً إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يجذّ الأصنام ، وينكت الهام ، حتى انهزم الجمع وولّوا الدبر ، وحتّى تفرّى الليل عن صُبحه ، وأسفر الحقّ عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين ، وطاح وشيظ النفاق ، وانحلّت عقدة الكفر والشقاق ، وفهتم بكلمة الاخلاص ، في نفرٍ من البيض الخماص . وكنتم على شفا حفرةٍ من النار ، مَذقة الشارب ، ونُهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطىء الأقدام ، تشربون الطَّرق ، وتقتاتون القِدّ ، أذلّةً خاسئين ، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد اللُّتيا والتي ، وبعد أن مُني ببُهم الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب { كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله } أو نجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرةٌ من المشركين ، قذف أخاه عليّاً في لهواتها ، فلا ينكفىء حتى يطأ صماخها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً في ذات الله ، مجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، سيّداً في أولياء الله ، مشمّراً ناصحاً ، مجّداً كادحاً ، وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون ، تتربصون بنا الدوائر ، وتتوكفّون الأخبار ، وتنكصون عند النزال ، وتفرّون من القتال . فلمّا اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ، ظهرت فيكم حسيكة النفاق ، وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الأقلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرّة فيه ملاحظين ، ثمّ استنهضكم فوجدكم خفافاً ، وأحمشكم فألفاكم غضاباً ، فوسمتم غير إبلكم ، وأوردتم غير شربكم ، هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لمّا يندمل ، والرسول لمّا يُقبَر ، بداراً زعمتم خوف الفتنة { ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين } .

*


فهيهات منكم ، وكيف بكم ، وأنّى تؤفكون ، وهذا كتاب الله بين أظهركم ، أموره ظاهرة ، وأحكامه زاهرة ، وأعلامه باهرة ، وزواجره لائحة ، وأوامره واضحة ، قد خلّفتموه وراء ظهوركم ، أرغبة عنه تدبرون ، أم بغيره تحكمون؟ { بئس للظالمين بدلا } ، { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ثمّ لم تلبثوا إلاّ ريثما تسكن نفرتها ، ويسلس قيادها ، ثمّ أخذتم توردون وقدتها ، وتهيجون جمرتها ، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، وإطفاء نور الدين الجلي ، وإهماد سنن النبي الصفي ، تسرّون حَسواً في ارتغاء ، ونصبر منكم على مثل حَزّ المُدى ، ووخز السنان في الحشا . وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي من أبي { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون } أفلا تعلمون؟ بلى قد تجلّى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته . أيُّها المسلمون ، أأُغلب على إرثي ؟! يا ابن أبي قحافة ، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئاً فرياً ، أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ، ونبذتموه وراء ظهوركم؟! إذ يقول : { وورث سليمان داوود } وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا عليه السلام إذ يقول : { ربّ هب لي من لدنك وليّاً * يرثني ويرث من آل يعقوب } ، وقال : { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } ، وقال : { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظّ الانثيين } ، وقال : { إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين } وزعمتم أن لاحظوة لي ولا إرث من أبي ، ولا رحم بيننا ، أفخصّكم الله بآية أخرج منها أبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟! أم تقولون أهل ملّتين لا يتوارثان؟! أولست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟! أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟!

*


فدونكها مخطومة مرحولة ، تكون معك في قبرك ، وتلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، ونعم الزعيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إذ تندمون { ولكل نبأ مستقر } ، { فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم } )

*

وأسبغت في العتاب واللوم والتذكير بحقها وبمقامها من رسول الله وبآيات القرآن والوعد والوعيد . ولما أيست منهم ، رنت الى قبر الرسول نبث إليه لوعتها وأنشدت قائلة :

*

قَـد كـانَ بَـعـدكَ أنـبـاءٌ وهـنـبـثـة لَـو كـنـتَ شـاهـدهـا لَـم تـكـثـر الـخـطـبُ

إِنّـا فَـقَـدنـاكَ فَـقـدَ الأرضِ وابِـلـهـا وَاِخـتـلّ قـومـكُ فَـاِشـهـدهـم ولا تـغـبُ

أَبـدَت رجـالٌ لَـنـا نـجـوى صـدورهـم لَـمّـا مـضـيـت وحـالـت دونـك الـتـربُ

تـجـهّـمـتـنـا رجـال واسـتُـخِـفّ بـنـا لـمـا فُـقـدّت وكـلّ الإرثِ مـغـتـصـبُ

*

ولما مرضت الزهراء أتينها النساء لعيادتها وسألنها : ( كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله؟ ) فأجابت : ( أصبحت والله عائفة لدنياكن ، قالية لرجالكن .. ) الى آخر خطبتها الطويلة فيهن .

*

ولما دنت الوفاة منها ، جلست مع أمير المؤمنين جلسة الوداع ، فوضعت رأسها في حجره ، تمتص الآلام اللي أثقلت ذلك الصدر ، وأوصته بوصاياها ، أوصته بأولادها خيراً وأن يتزوج بعدها بأمامة لترعى عيالها ، والوصية الأخيرة أن يغسلها من وراء حجاب وأن لا يشهد جنازتها من ظلما واغتصب حقها وأن يدفنها ليلاً ويسوي قبرها .
*

* [ نفسـي عـلـى زفراتـهـا محبـوسـةٌ ياليتـهـا خـرجــت مـــع الـزفــرات

لا خـيـر بـعـدكِ فـي الـحـيـاة وإنـمـا أبـكـي مـخـافـة أن تـطـول حـياتـي ]

*

وأتى اليوم الموعود ، يوم رحيل روح الزهراء من دار الدنيا ، قامت في ذلك اليوم وكانت قد أرسلت زينب ابنتها الى بيت من بيوت الهاشميات ، لا تريد لصغريتها أن تشهد لحظات موتها ، جهزت طعام أبنائها ، وجهزت ملابسهم والدموع تجري من عينيها ، ثم اغتسلت ولبست ثيابا جديدة طاهرة وفرشت سجادتها وأخبرت أسماء أنها داخلة على حجرتها تقرأ القرآن ، فإذا سكت صوتها لتناديها وإن لم تجبها لتعلم أن روحها قد فارقت الدنيا . فجلست أسماء تسمع صوت ترتيل الزهراء لآيات من القرآن الكريم ، فلما سكت صوت الزهراء وهدأت أنفاسها ، ذعرت أسماء فنادتها : ( يا أم الحسن والحسين ) لم تجبها : ( يا بنت محمد المصطفى ) ، فلم تجبها ، ودخلت اليها وكشفت عنها وكانت قد فارقت الحياة .

*

ورجع الحسنان عليهما السلام إلى الدار ، فبادرا يسألان أسماء عن أمّهما ، فحارت بماذا تجيب سيداها ، فقالت لهما : ( إن أمكما نائمة ) فقالا : ( يا أسماء ما هذا وقت نومها بل وقت عبادتها ) فأحضرت لهما الطعام ، الطعام الذي حضرته الزهراء لهما وكان آخر طعام يأكلاه من صنع يد أمهما ، فقالا لها باستغراب : ( أسماء متى رأيتنا نأكل وأمنا ليست معنا؟! ) فاحتارت ماذا تقول وكان الدمع قد فاض منها ، فأسرع الحسنان الى دار أمهما ووجدوها ساكنة هادئة فوقع عليها الحسن عليه السلام وهو يقول : ( يا أُمَّاه ، كلميني قبل أن تفارق روحي بدني )


وألقى الحسين عليه السلام نفسه عليها وهو يَعجُّ بالبكاء قائلاً : ( يا أُمَّاه ، أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي ) * فأسرعا الى الى أبيهما علي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باكيان ذارفين دموع الفراق . فلما وصلا الى أمير المؤمنين وكان حوله جمع من الناس أخبراه فهزّه الخبر الفجيع وقال : ( بمن العزاء يا بنت محمد كنتُ بِكِ أتعزَّى ، فَفِيمَ العزاء من بعدك )

*

فأسرع الى الدار ولما نظر الى جثمانها كادت روحه أن تزهق ، فهذه رفيقة دربه وتوأم روحه قد فارقته وهي في ريعان شبابها الثامن عشر । واجتمع الناس باكين عند باب الدار فأخبرهم بأنه قد تم تأجيل الجنازة . وفي تلك العشية أخذ يغسلها وكانت تعاونه أسماء على ذلك ، ولما وصل الى ضلعها المكسور ارتجف حزناً وكمداً وتوجه الى زاوية ووضع رأسه على ركبتيه وغرق في البكاء .

*
[ يـا بـضـعـةَ الـمـخـتـار مـا فـقـدكِ إلاّ بـلاءٌ هـدَّ ركـنَ الـجـبـال

قـد قـطـعـوا الـوصـال مـا بـيـنـنـا فـمـن يـشـدُّ الآن حـبـلَ الـوصـال ]

*

فأتت اليه أسماء وقالت : ( مولاي أتأمرنا بالصبر وتجزعون؟ )

فقال لها : ( يا أسماء لا على فاطمة أبكي وإن عز عليّ فراقها ، ولكني لمست ضلعا من أضلاعها مكسورا )
*

ولما حنطها وكفنها دعى بأبنائها لكي يودعوها الوداع الأخير ، فأتى الحسنان ووقعا على صدرها وهما يناديانها ويبكيان والامام علي ينظر اليهما وقد تصدع قلبه من الحزن ، ثم حدث أمراً يخبرنا به الامام علي عليه السلام : ( والعيش الذي بيني وبين فاطمة لقد سمعتها حنّت و أنّت و رفعت يديها و ضمت الحسنين الى صدرها ، حتى سمعت هاتفاً من السماء يقول، يا عليّ نحّ الحسنين عن بدن أمّهما فلقد أبكيا والله ملائكة السّماء )

*

وأتت صغيرتها زينب ذات الخمس سنين وألقت بنفسها على جسد أمها وهي تبكي أشد البكاء . ولما نامت العيون وهدأت الأنفاس ، أخرج الامام علي جنازة فاطمة مع أبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر وجمع من الهاشميين ودموعهم تجري ، الى أن صلى عليها الامام وواراها الثرى ، ووجه وجهه الى حيث قبر النبي وقال :
*

( السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ، والسريعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، ورق عنها تجلدي إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعزّ ، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك ، فإنا لله وإنا اليه راجعون . فقد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة ، أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهّد ، الى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، هذا ولم يطل العهد ، ولم يخل منك الذكر ، والسلام عليكما سلام مودع ، لا قالٍ ولا سئم ، فإن انصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين )

*

وأقام عند قبرها يدعو لها ويتلو القرآن تنفيذاً لوصيتها . وغفى غفوة فرأى الزهراء أتت وقالت له : ( يا أبا الحسن عجّل بالرجوع الى الدار ) ، فسألها : ( لماذا؟ نفسي لاتطاوعني أن أفارق قبركِ يابنت رسول الله )
*

فقالت عليها السلام : ( يا أبا الحسن إن ابنتي زينب انتبهت مرعوبة من منامها ، ونظرت الى حجرتي فلم تجدني ، وهي الآن تنادي : أماه فاطمة أين أنتِ؟ ) . فعاد أمير المؤمنين عليه السلام الى الدار مسرعاً ، وأخذ ابنته زينب و ضمها الى حجره ، يطيب قلبها و يمسح دموع اليتيمة .

*

[ لا تـتـركـيـنـي يـا ابـنـةَ الـمـصـطـفـى خـيـل الـرَّدى تُـبـدي عـلـيَّ الـصَّـهـيـل

إنْ غِـبـتِ عـن عـمـري فـيـا ضـيـعـتـي مِـن أيـن لـلـصـدر بـقـلـبٍ بـديـل ]

*

أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته الامام علي بأولاده الحسن والحسين حيث قال : ( يا أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتيّ من الدنيا ، فعن قليل ينهدُّ ركناك ، والله خليفتي عليك )
*

ولما قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( هذا أحد ركني الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )

ولما فجع بوفاة الزهراء قال : ( هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله ) وكان علي يزور قبرها كثيراً ويرثيها ومن مراثيه :

*

أرى عـلـل الـدنـيـا عـلـيّ كـثـيـرة وصـاحـبـهـا حـتـى الـمـمـات عـلـيـل

لـكـل اجـتـمـاع مـن خـلـيـلـيـن فـرقـةٌ وكـل الـذي دون الـفـراق قـلـيـل

وإن افـتـقـادي فـاطـمٌ بـعـد أحـمـدٍ دلـيـل عـلـى أن لا يـدوم خـلـيـل

*

وأيضاً :

*

مـالـي وقـفـت عـلـى الـقـبـور مـسـلـمـاً قـبـر الـحـبـيـب فـلـم يـردَّ جـوابـي أحـبـيـبُ مـالـك لا تـردُّ جـوابـنـا أنـسـيـت بـعـدي خُـلَّـةَ الأحـبـاب

قـال الـحـبـيـبُ وكـيـف لـي بـجـوابـكـم وأنـا رهـيـنُ جـنـادلٍ وتـراب

أكـل الـتـرابُ مـحـاسـنـي فـنـسـيـتـكـم وحُـجـبـتُ عـن أهـلـي وأصـحـابـي

فـعـلـيـكـم مـنـي سـلامٌ تـقـطَّـعـت مـنـي ومـنـكـم خـلَّـةُ الأحـبـاب

السبت، أبريل 09، 2011

وبـ زينب نتغنى .. ܤ

*

إن كان للفخر معلم فـ تاج زينته زَيْـنَـب

وإن كان الصبر جبل قد زلزلته زَيْـنَـب

وإن كان للحياء ستر فـ ذا خدره زَيْـنَـب

وإن تحيّر الصبر يوماً فـ في الطف زَيْـنَـب

وإن كنت باكياً لـ حسينٍ فـ كيف لا تذكر زَيْـنَـب

زين آل محمد فـ ليشهد ربي أني أحب زَيْـنَـب

*

رزق الامام علي والزهراء عليهما السلام بالحسن ثم الحسين عليهما السلام ، وكانا بهجة قلبيهما وفلذتا كبد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان يكثر حملهما وتقبيلهما ويغدق عليهما من حبه وحنانه ، واكتمل النور الساطع والشعاع الزاهر حينما أشرقت زينب على الدنيا ، في الخامس من جمادي الأول لعام ستة من الهجرة . وكان لهذه البنت مقام كبير وعظيم من صغرها عند الله تعالى ، فقد سماها الله عز وجل بزينب ، ومعناه زينة أبيها ، وهذا يدل على أن مسيرة زينب في الحياة ستكون مصدر فخر واعتزاز لوالدها العظيم ، وبالفعل كان ذاك فكلما كانت الناس تسمع منطق زينب تتذكر كلام الامام علي عليه السلام ، وكلما كانت ترى ثبات ورباطة جأشها تتذكر شجاعة علي في المعارك والغزوات . وعندما ولدت انتظرت الزهراء والامام علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتسمية الطفلة كالعادة ، وهبط جبريل على النبي الأعظم في ذلك البيت وقال له : ( يا رسول الله ، إن الله يسلم عليك ويقول لك سمّ مولودة فاطمة زينب ، فإنا كتبنا اسمها في اللوح المحفوظ ) . وهكذا فعل الرسول .

*

ومنذ ولادتها ، ذرف جدها دموع الحزن حتى سالت على خديه فسألته الزهراء عن سبب بكائه فقال : ( يا فاطمة اعلمي أن هذه البنت ستبتلي ببلايا وترد عليها مصائب شتى ورزايا ) ، ثم ضمها رسول الله وأضاف : ( أوصيكم بها فهي شبيهة خديجة الكبرى ) ولما أتى سلمان الفارسي الى رسول الله في المسجد لكي يهنأه بهذه المولودة بكى وقال له : ( يا سلمان أخبرني جبريل عن الله عز وجل أن مصائب هذه المولودة لا حد لها ، وستبتلي بمصائب كربلاء

وقد تربت ونشأت مع أخويها الحسن والحسين في ظل الرسول الاعظم والزهراء والامام علي في بيت الرسالة والوحي ، فكبرت امرأة صالحة عابدة زاهدة ، صابرة مجاهدة ، عالمة فقيهة । وبعد رزية وفاة جدها ، لم تكد تنشف دموعها حتى فقدت أمها بعده بأشهر قليلة ، وعاشت تحت ظل أبيها العظيم ثم الحسن وأخيراً الحسين ، ولم تبقى في دار الدنيا بعد واقعة الطف الا سنة واحدة .

*

السلام عليك يا سلالة من تحصى فضائله ولا تستقصي مناقبه ، السلام عليك يا نبعة المبعوث بالرساله ومنقذ العباد من الجهالة وحيرة الظلالة والعظيم المظلل بالغمام والنور المهتدي به في الليالي والأيام حبيب إله العالمين سيدنا أبي القاسم محمد بن عبدالله ورحمة الله وبركاته

السلام عليك يا ابنة سيد الأوصياء وركن الأولياء وعماد الأصفياء أمير المؤمنين ويعسوب المتقين وقدوة الصديقين وإمام الصالحين ورحمة الله وبركاته .

*

اللهم ارزقنا زيارتها في الدنيا ، وزيارة أخيها الحسين ، وفي الآخرة شفاعة جدها صلى الله عليه وآله وسلم