الجمعة، يونيو 25، 2010

" وانشق جدار البيت الحرام " ..





قبل أن تبرأ روحي تيّم الروح "علي"


قبل أن يبدئ خلقي همت عشقاً بـ "علي"


قبل أن تبدئ سنيني بعتُ عمري لـ "علي"



في الـ 13 من رجب بعد 30 سنة من عام الفيل أذّنت الملائكة في السماء أذانٌ بقرب الولادة ، فقد آن للجنين الذي بقي في الأحشاء تسعة أشهر أن يظهر للدنيا ، لم يكن مولداً عادياً كسائر مواليد البشر ، بل إنها معجزة الإله خصّها لولي من أوليائه ، و لوصي رسوله الحبيب محمد صلوات الله عليه وعلى آله.

لم تكن هذه الأم مثل مريم العذراء ، حينما انتبذت الى فلاة من الأرض ، وجاءها المخاض فارتاعت ، فمسح الله على قلبها وطمأنها ، وحينما وضعت روح الله أمرها الله تعالى: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً} ، فأكلت وارتوت وعادت الى أهلها المدهوشين بها وبطفلها.


لم تكن مثل سابقتها ، ولن تكون هنالك واحدة مثلها ، فبقلب مؤمن خاشع توجهت زوجة أبي طالب حينما أدركت دنو ولادتها الى بيت الله الحرام ، تلك البقعة الطاهرة والمكان المقدس ، فتعلقت بأستاره مناجية بارئها:( أي رب إني مؤمنة بك وبكل كتاب أنزلته ، وبكل رسول أرسلته ، ومصدقة بكلام جدي ابراهيم الخليل عليه السلام وقد بنى بيتك العتيق واسألك بحق أنبيائك المرسلين وملائكتك المقربين وبحق هذا الجنين الذي في أحشائي ، الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه ، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك إلا يسّرت عليّ ولادتي).

وبحق فقد كان آية من آيات الخالق الدالة على عظمته وكماله.
وفور سكون صوتها حدث الإعجاز الذي لم يحدث قبله ولا بعده ، حيث انشق جدار البيت الحرام ، عند ذلك الركن المسمّى باليماني ، ولم يكن الله ليفتحه إلا لمخلوق عظيم الشأن عنده تعالى ، وبإيمان عميق ويقين ، اتجهت فاطمة بنت أسد لذلك الشق بثبات ودخلت ، فأمر الله سبحانه برجوعه كما كان ، ووضعت مولودها حيث أمر الله أن يوضع.


كانت جماعة من الناس وزوجها يراقبون ما حدث ، وعندما غابت بنت أسد عن الأنظار ، لم يهتز لبعلها رمش ولم يجزع ، بل كان كامل الاطمئنان فزوجته وجنينها في حفظ الرحمن ورعايته. ثلاثة أيام بالتمام والكمال ، عاشتها الهاشمية في جوف الكعبة تأكل من رزق الله تعالى . تجمهر الناس عند خروجها وعلى صدرها طفلها ، فأخبرت الناس بنعمة الله عليها وبأمره سبحانه بتسمية الطفل " علي " ، فقد اشتق الله اسم الامام من اسمه ، فالله الأعلى وهو علي.

وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرحاً مستبشراً بخبر وليد الكعبة ، وتكفل به ورباه تحت سقفه وعلمه من علومه فهو خازن علمه ، وكما قال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا مدينة العلم وعلِيّ بابها فمن أراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها). أعلن أبا الحسن توحيد الله عزوجل مذ كان في رحم أمه ، وأعلنها للناس عندما بلغ العاشرة من عمره. كان مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (علي مع الحق والحق مع علي). فكان والحق كالروح في الجسد.


وقد ورد الكثير في فضله وشأنه. وروى الامام عليه السلام كثيراً من الأحاديث التي صارت حروفها مصابيحاً تنير للبشرية الدروب المظلمة وتقودهم الى الصراط المستقيم ..


منها: (خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ عِشتُم معَها حنُّوا إليكُم، وَإِنْ مُتُّم بكُوا علَيْكُم).



السلام عليك يا أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغُرِّ المحجَّلين ، السلام عليك يا باب الله ، السلام عليك يا عين الله الناظرة ، ويده الباسطة ، وأذنه الواعية ، وحكمته البالغة ، ونعمته السابغة ، ونقمته الدامغة ، السلام على قسيم الجنة والنار ، السلام على نعمة الله على الأبرار ، ونقمته على الفُجّار ، السلام على سيد المتقين الأخيار ، السلام على أخي رسول الله ، وابن عمه ، وزوج ابنته ، والمخلوق من طينته ، السلام على الأصل القديم ، والفرع الكريم ، السلام على الثمر الجنيّ ، السلام على أبي الحسن عليٍّ ، السلام على شجرة طوبى ، وسدرة المنتهى ، السلام على آدم صفوة الله ، ونوح نبي الله ، وابراهيم خليل الله ، وموسى كليم الله ، وعيسى روح الله ، ومحمد حبيب الله ، ومن بينهم من النبيين والصديقين ، والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، السلام على نور الأنوار ، وسليل الأطهار ، وعناصر الأخيار ، السلام على والد الأئمة الأبرار ، السلام على حبل الله المتين ، وجنبه المكين ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق