السبت، مايو 29، 2010

وفاءً لـ أم الوفاء




تتجمع الكلمات في مخيلتي فما أدري ماذا أنتقي منها لأكتبه .. كلمات تليق بمقام هذه السيدة الجليلة ، أعلم أنني مهما كتبت وكتبت لن أفي حقها.


لا يسعني سوى أن أكتب كلمات وفاء ، لأم الوفاء.
*
فاطمة بنت حزام الكلابية ، المكناة بأم البنين .. زوجة ولي الله علي بن أبي طالب عليه السلام ، أخلصت في حياتها لزوجها أمير المؤمنين ونذرت عمرها لخدمة أبناء الزهراء عليهم السلام ، فكانت تؤثرهم على نفسها وعلى اولادها ، تواضعت فرفعها الله سبحانه منزلة رفيعة.
وورث أولادها منها تواضعها ، فكانوا يعتبرون أولاد الزهراء ساداتهم.

ورثوا منها اخلاصها ووفاءها فبذلوا أنفسهم دون الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء ، وسطروا بقتالهم أروع أمثلة للبطولة ، كانوا ليوثًا في ساحة الوغى ، لا تهاب الموت
وأعظم ايثار في يوم الدم ، عندما اغترف قمر العشيرة غرفة من ماء الفرات البارد بيده ، والكبد تلهب كالجمر من شدة الظمأ ، لكن أبى الوفاء أن يشرب قطرة قبل أن تبتل أكباد عيال الحسين وأباهم عليه السلام .. فرماه من يده ومضى يحمل القربة لهم ، ولولا قطع اليمين والشمال ، والعين التي أصابها العمى من السهم النابت فيها ، والماء المسكوب من القربة ، لسقى الحسين وأبنائه ، لكن إرادة الله قضت أن يسقط حامل اللواء عطشانًا بجنب نهر الفرات ، ليتعلم العالم معنى الايثار ..

فلا عجب أنْ سمعنا عن العباس ما سمعنا وقرأنا .. فالذي يتربى في بيت كان فيه أمير المؤمنين علي بن طالب عليه السلام ، ذاك العظيم ، وفيه أم البنين ، لابد أن يرث منهما كل الفضائل ..

وساهمت أم البنين بعد الفاجعة بنشر مظلومية الامام الحسين عليه السلام ، سلاحها كان بكاءها، فكانت تقيم مآتم العزاء على سيد الشهداء ، وأعظم مأتم هو ذاك الذي كان يُنصب في أرض البقيع .. حيث كانت تجلس هناك تنعى الحسين وتبكيه .. فتُبكي كل من يمر بها ، حتى أشد الناس عداء لآل علي بن أبي طالب كان يبكي لبكائها.

كانت شريكة لكعبة الاحزان زينب بنت علي عليهما السلام في مصابها .. قلبها كان حاضرا في أرض الطف وجسدها في المدينة.

لم تبقى عمرًا طويلاً بعد واقعة الطف ، فبعد ثلاث سنين من السواد والدموع ، آن للجسد المتعب المنهك أن يستريح
اشتد عليها مرضها ، إلتفتت تريد أن توصي وصيتها ، وجرت العادة أن يوصي المحتضر أبنائه بوصيته ، ولكن من لهذه الام الثكلى؟ فلم يكن لديها سوى أربعة بدور قضوا قبلها في الملحمة الخالدة ..
غادرت روحها جسدها بنفس راضيه مطمئنة .. غسلوها وكفنوها ، تقدم الامام زين العابدين عليه السلام وصلى عليها ودفنها في مثواها الأخير .. في أرض البقيع الغرقد





السلام عليكِ يا زوجة وصي رسول الله ، السلام عليكِ يا عزيزة الزهراء ، السلام عليكِ يا أم البدور السواطع ، السلام عليكِ يا فاطمة بنت حزام الكلابية الملقبة بأم البنين وباب الحوائج. اُشهِد الله ورسوله أنكِ جاهدتِ في سبيل الله اذ ضحيتِ بأولادك الأربعة دون الحسين ابن بنت رسول الله ، وعبدتِ الله مخلصة له الدين بولائكِ للائمة المعصومين وصبرتِ على تلك الرزية العظيمة واحتسبتِ ذلك عند الله رب العالمين ، وآزرتِ الامام علي في المحن والشدائد والمصائب ، وكنت في قمة الطاعة والوفاء ، وأنكِ أحسنتِ الكفالة وأديتِ الأمانة الكبرى في حفظ وديعتي الزهراء البتول الحسن والحسين عليهما السلام ، وبالغتِ وآثرتِ ورعيتِ حجج الله الميامين ، ورغبتِ في وصل أبناء رسول رب العالمين ، عارفة بحقهم ، مؤمنة بصدقهم ، مشفقة عليهم ، مؤثرة هواهم وحبهم على أولادكِ السعداء ، فسلام الله عليكِ ما دجى الليل وغسق ، وأضاء النهار وأشرق ، فصرتِ قدوة للمؤمنات الصالحات لانكِ كريمة الخلائق ، تقية زكية ، فرضي الله عنكِ وأرضاكِ ، وجعل الجنة منزلكِ ومأواكِ. ولقد أعطاكِ الله من الكرامات الباهرات ، حتى أصبحت بطاعتك لوصي الاوصياء ومحبتكِ لسيدة النساء الزهراء ، وفدائكِ أولادكِ الاربعة لسيد الشهداء ، بابًا للحوائج. فاشفعي لي عند الله بغفران ذنوبي وكشف ضري وقضاء حوائجي فإن لكِ عند الله شأنًا وجاهًا محمودًا. السلام على أولادكِ الشهداء العباس قمر بني هاشم وباب الحوائج ، وعبدالله وعثمان وجعفر ، الذين استشهدوا في نصرة الحسين بكربلاء. فجزاكِ وجزاهم الله أفضل الجزاء في جنات النعيم وحمة الله وبركاته. وصلي اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين.





عظم الله أجوركم وأجورنا ورزقنا الله زيارتها والائمة المدفونين بجانبها وزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


وأسأله تعالى بحق أم البنين أن يقضي حوائجنا للدنيا والاخرة ، إنه سميع عليم ..

الأحد، مايو 23، 2010

The beginning






الجُمان يعني اللؤلؤ وهو حب يصاغ من الفضة على شكل لؤلؤ.

*
*

باسم الله تعالى
السلام عليكم
اللهم صلى على حبيبنا محمد وآله الأطهار الأخيار

من هذا الميناء ابدأ رحلتي وأُبحر .. في محيط أفكاري وخيالاتي
أفراحي وأتراحي

أخط أحرفي لكي تملأ الصفحات البيضاء
بحبر دمي